الشهيد طارق عزيز

ثمانية اعوام مرت على استشهاد شيخ الدبلوماسية العراقية والعربية طارق عزيز تمر
اليوم الخامس من حزيران الذكرى السنوية الثامنة الاليمة لاستشهاد راية من
رايات العراق والأمة العربية، ورمز من رموز العهد الوطني العراقي وقائد من
قادة حزب البعث العربي الاشتراكيالشهيد طارق عزيزيوم5
حزيران/ يونيو 2015م، فجع الأحرارفي كل مكان بنبأ استشهاده في زنزانته
المظلمة في احد سجون عملاء الاحتلال الأميركي والإيراني البغيض بعد معاناة
شديدة وطويلة من سوء المعاملة والحرمان من الدواء ومقومات العناية الصحية
حتى ولو بالحد الأدنى، وحرمانه من ابسط حقوق الأسير التي أقرتها جميع
المواثيق الإنسانية المتحضرة، ولكن طغاة العصر، أعداءالإنسانية،أولئك الذين
نصبتهم قوى الشر الاستعمارية أرجعوا العراق، بلد الحضارات، الى عهد من
الظلام لن يدوم طويلا بإذن الله. لقد رفض بإباء المساومة أو التراجع عن
مبادئه وتحمل كل عذاب اسجن وتعذيب السجان الى لفظت روحه الطاهرة أنفاسه
الأخيرة شامخا مرفوع الرأس وناصع الجبين. إننا إذ
نستذكر مع أهلنا وأحبابنا وأصدقاءنا هذه الذكرى الأليمة على نفوسنا، فإننا
نستذكر سيرة ابن بار فقده العراق الذي تنفس من هوائه وشرب من رافديه وتشبع
من حضارته ولم يألو جهدا في إعلاء شأنه بين الأمم ، حاملا هموم أبناء شعبه أينما حلّ في عواصم الدنيا في الشرق والغرب وفي منظماتها الدولية يقاتل من أجلها على مدى أكثر من خمسين عاما.ومثلما
فقده العراق فقد فقدته الأمة العربية بأسرهاوالتي كانت حاضرة في ضميره
ووجدانه والتي دافع بضراوة عن حقوقها وقضاياها المصيرية وكان ذلك العربي
الأصيل الذيعبّر عن آلامها وآمالهاخير تعبير وجنّد كل ما أوتي من طاقة
وحنكة في ترويج هموم أمته في كل مكان وعلى وجه الخصوص قضية الشعب
الفلسطيني العزيز الى قلبه والقريب من قادته.كان
شهيدنا طارق عزيز بيرقا من البيارق التي رفرفت عاليا بين بيارق أخرى في
صفوف حزبنا المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي فقد ترعرع بين صفوفه،
مناضلا بين قواعده، وقائدا صلبا مع رفاقه، ومفكراكتب البيانات ونشر
المقالات، واعدّ البحوث والتحليلات السياسية والفكرية والاستراتيجية التي
أغنت الحزب والمثقفين العرب من معين علمه وأدبه، وطالما اعتلى المنابر في
كل مناسبة ليرسخ في أذهان سامعيه بان حزب البعث هو ليس الحزب الذي يعمل
ليحصل البعثيين فيه على المكاسب والمناصب والمنافع بل هو حزب للنضال
والشهادة في سبيل مبادئه وللدفاع عن حقوق العرب وإنجاز أهداف الحزب التي لم
تكن تعجب طغاة العصر.وما أدلّ على ما نقول إلا ذلك
التجمع المهيب الذي حضر مراسيم تشييعه التي شارك فيها عراقيون وعرب من كل
الأديان والطوائف ومن جميع الأعراق في العراق وخارجه، كان ذلك تعبيرا عن حب
كل العراقيين والعرب لشخصه ولمبادئه وللحزب الذي ينتمي إليه، ولقيادته
البارزة وكذلك لنزاهته ونظافة يده ونقاء ضميره.لقد
عرفت صالونات الدبلوماسية العربية والعالميةفقيدنا الشهيد والتي كان،
بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء، فارسا في فنونها وعبقريا في مهاراتها مستلهما
روحها من العقيدة القومية الراسخة في إيمانه ووجدانه فكان أستاذا في
مدرستها وعميدا لها بلا منازع، فقد ترك بصماته العميقة والواضحة على
الدبلوماسية العراقية في كافة مراحلها. نعم لقد كان
قائدا من الطراز الرفيع تشهد له بذلك مناصبه التي شغلها باقتدار واستحقاق
لربع قرن من الزمان ورفع اسم العراق عاليامهابا …نفتقدك اليوم جميعا الاولاد والاحفاد والاصدقاء .. رحمك الله ابي ابنك زياد