في ذكرى تأَسيس أَلجيش العراقي

في ذكرى تأَسيس أَلجيش العراقي

أَ . د . أَبو لهيبفي
مثل هذا اليوم مِنْ كل عام ، السادس مِنْ كانون الاول ، يحتفل أَبناء
الشعب العراقي العظيم ومعهم أَبناء الأُمة العربية المجيدة ذكرى تأَسيس
الجيش العراقي البطل ، في هذا اليوم و في الذكرى الثالثة بعد أَلْمائة
لتاسيس أَول جيش عراقي وطني ، تأسس عام ١٩٢١م ، فان أبناء الأُمة يستذكرون
البطولات العديدة التي خاضها أَبناء العراق النشامى ليس فقط على أَرض
الرافدين ، لا بل وفي معظم مواقع البطولة والفداء التي وقعت في المنطقة .إِنَّ
جيش العراق العظيم هو ذلك الجيش الذي شارك في الدفاع عن أَرضْ فلسطين ،
كما شارك في مواقع العز والشرف في الجولان سورية المحتلة ، ودافع عن
العاصمة الامويين ( دمشق ) وحال دون سقوطها في حرب أَكتوبر ، كما شارك
صقوره في الذود عن عاصمة المعز وغيرها مِنْ المدن في مصر العروبة .هذا
الجيش الذي دافع أَبناؤهُ ببسالة عن البوابة الشرقية للوطن العربي ، كان
دوماً في خندق الكرامة ولم يَدُرْ أَبداً ظهرهُ لِمُعْتَدْ أَثيم كما فعلت
بعض جيوش انظنة أُلامة العربية. وما وجود مقابر الشهداء العراقيين في
فلسطين والاردن وغيرها سوى الدليل على ان هذا الجيش كان دوماً في خندق
الامة وفي جبهات الشرف .وقد رفرفت
رايات هذا الجيش عالياً في كل مواقع العز والرجولة ، حيث ساهم في الكثير
مِنْ المواقع والمعارك التي فرضت في أَحيان كثيرة على أُمة العرب ، وَ مِنْ
هُنَا فلم يكن غريباً أَن تتواجد مقابر الشهداء مِنْ أفراد هذا الجيش في
فلسطين والاردن وفي سوريا وغيرها . إِنَّ وجود تلك المقابر إِنّما هو دليل (
أَلْأَسْطَعْ ) على عروبة هذا الجيش ، وعلى دور أَبناء أَلعراق في الذود
عن حياض الامة ، بغض النظر عن النتائج التي يمكن ان تكون قد تحققت في معظم
تلك النزالات التي شارك فيها أَفراد هذا الجيش .لقد
مَرَّ الجيش العراقي خلال عمره الطويل الذي تجاوز على القرن بمحطات مختلفة
منها ما كان فيها قريباً مِنْ هموم الشعب بكل قومياتهِ وأَديانهِ وطوائفهِ
وكان متجاوبَاً مع طموحات أَبنائهِ في التحرر الناجز وإِستقلالهِ التام
مِنْ سطوة المستعمرين ، ومنها ما كان سيفاً مسلطاً على رقاب الشعب ، وسبباً
في نكباتهِ المتتالية . وإِنّ النكبات والًإِنتصارات الكثيرة التي مَرَّ
بها من يوم ميلادهِ في ٦ كانون الثاني ١٩٢١ ، إِلى الوقت الحاضر ، لايمكن
حصرها بمقالة عابرة وربما تكون متحيزة لهذا الجانب أَو ذاك . وَمِنْ أَهَمْ
الاحداث المأَساوية التي حلت بالجيش العراقي هو القرار الذي اصدره الحاكم
المدني الغازي الارهابي ( بول بريمر ) بحل الجيش العراقي بعد الغزو
الامريكي في ٩ نیسان ٢٠٠٣ ، وبه أطلق ( رصاصة الرحمة ) على ذلك التاريخ
الحافل بالانتصارات والكبوات ، ذلك الجيش الذي حَيَّرَ المستعمرين منذ
إِحتلالهم للعراق بعد الحرب العالمية الاولى .وفي غياب
هذا الجيش العظيم أَنهار العراق نحو كارثة الحرب الاهلية وحالة الفوضى
الامنية وبِإِعتراف حتى الادارة الامريكية نفسها ، إِنَّ هذا القرار مِنْ
أَكبر القرارات الخاطئة على المستوى الاستراتيجي . وبعد إِحتلال العراق
مِنْ قِبَلْ أَمريكا واعوانها الاستعمارية وذيوله الخائبين ، بوقت قصير
وبِإِشراف مباشر مِنْ لَدُنْ وَلِيَّ العصر وشيخ المجاهدين والقائد الاعلى
للجهاد والتحريرالرفيق الشهيد عزة إِبراهيم الحربي الدوري بِإِعادة تشكيل
قسم مِنْ الجيش العراقي البطل النشامى تحت عنوان فصائل الجهاد والتحرير ،
الذين قاموا بفعاليات كبيرة بضرب القوات الغازية وذيولهم ، و وضعوا الخوف
والرعب في قلوبهم الجبانة ، لِأَنَّ العدو الغاشم يعرف حق المعرفة بِأَنَّ
هؤلاء يحررون العراق مرة اخرى مِنْ رجس المحتلين ، وإِنْ شاء الله ذلك
اليوم قريب بِإِذن الله .في ذكرى تأَسيس جيش العراق العظيم ، لابد مِنْ قول طوبى للعراق وأَهل العراق وجيش العراق .طوبى للجباه العالية التي دافعت عن أُمة العرب .طوبى
للذين سقطوا في مواقع العز والشرف و وقفوا في مجه الاطماع التي استهدفت
عروشاً وأَنظمةً وأراضي ما كان لها أَنْ تبقى لولا وقوف العراق في وجه تلك
لاطماع ، في ذكرى تأسيس الجيش العراقي ، فانهُ لابد مِنْ قول بِأَنّ ما جرى
ولازال يجري في أَرض الرافدين مِنْ بلاء وقتل ودمار سوف ينتهي على أَيدي
أبطال المقاومة العراقية ، وهذا لَنْ يكون بعيداً ، وسوف يبزغ فجر عراقي
جديد ، يعاد فيه بناء الجيش العراقي كما كان ، لا بل وبصورة أَكثر
إِشراقَاً ليعود إِلى ممارسة دوره في الدفاع عن حياض الامة وعزة العراق