بسم الله الرحمن الرحيم
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون صدق الله العظيم
أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
بيان إلى أعضاء الحزب نحو تنظيم يرتقي إلى المبادئ ويستجيب لمستلزمات المرحلة:نعم
هذا هو شعار الأساس لحزبنا العظيم، بإسناد شعبنا الوفي الشجاع، لكي يرتقي
المستوى الذي يحقق ما يعتمل داخل ضمير كل مواطن شريف وكهدف تندمج فيه عوامل
وشروط الإيمان بالله والنخوة والحمية والوطنية والقوية وهو طرد الغزاة
الكافرين من بلادنا.. بلاد الله التي اختصها بكل فضيلة ورسالة التوحيد التي
تزكي النفس وتطهرها لتغدو بعد ذلك شجرة بهية على مستوى الأمة
والإنسانية… نعم هكذا نبدأ بالنفس لتكون البداية الصحيحة “لا يغير الله
ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.في
ظروف كهذه كنا نفضل أن نتجنب وإلى حين الحديث عن أسباب النكسة التي أصابت
النفوس، ثم كان حصادها ما نحن عليه، ذلك لأن الانشغال بهذا عن التعبئة
المركزية التي توخى طريق الإنقاذ ووسائله قد يعطل فعل الشعب والأمة إلى
أمام ولكن ولأن القضية كبيرة وخشية أن ينسب للظاهرة والنتيجة أسباب غير
أسبابها الحقيقية ولأن من حق مجاهدي الحزب والشعب علينا أن نقول شيئاً
أساسياً عنها ومن خلاله نعبر طريق ووسائل الإنقاذ لطرد الغزاة من بلادنا
بعد أن ننجز التنظيم أو أن يفعل ذلك من يقوم به من المجاهدين أهل المبادرات
الخلاقة الشجاعة مترافقاً مع أخوتهم ورفاقهم الذين يتمتعون بنفس صفاتهم
وان جعلوا مهمتهم الأساس إعادة التنظيم على أساس مهام المرحلة الجديدة…
إذا فإن طريق الإنقاذ بعد ذكر جانب من أسباب النكسة لا يمكن أن يتعدى
سبيلين :1- عناصر من الشعب والحزب
تبادر لتشكيل مجاميع مقاومة الغزاة بشتى الأساليب والوسائل وكل حسب
إمكاناته وما يتقن منها ما هو مستعد له ليبدع فيه اعتباراً من الخط على
الجدران، وانتهاء بحمل البندقية والقاذفة والمدفع الهاون ضد أهداف منتخبة
للعدو وان يشمل هذا القرى والنواحي والأقضية والمحلات داخل المحافظة
الواحدة، وإذا لزم الأمر أن يكون على مستوى كل تلك المسميات القرية،
الناحية، القضاء، المحلات في مركز المحافظة، ومركز كل المحافظة قيادة عدد
محدود يفضل أن لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة مهمته مقاومة الاحتلال بصورة
مباشرة على وفق ما قدمنا فليكن.. وأن يتشكل هذا التنظيم بمبادرة من يقوم به
مع تشجيع الحزب على هذا، وأن يكون من يقوم بعملياته ومن يقوده ناس من
الشعب وحزبيين من الحزب بصورة مشتركة أو كل على وفق اجتهاده ومبادراته وليس
بإيعاز مباشر من القيادات الحزبية المعنية في المنطقة أو التشكيل الإداري
الاستثناء على وفق تقدير القيادة المعنية للمحافظة أو القضاء أو أمين السر
فيها وحتى إشعار آخر… 2-
وتنظيم حزبي مستقل عن العمليات العسكرية للمقاومة ينظم الحزب وجماهير
الشعب في كل الفعاليات التي ليس فيها طابع الإيعاز والأمر لتنفيذ عمليات
ذات طابع عسكري، وحتى إشعار آخر أيضاً..أما
وقد تحدثنا عن الإنفاذ بصورة مختصرة على وفق ما قدمنا في (1، 2) فإننا
نعود لنتحدث أيضاً بصورة مختصرة عن الأسباب التي أدت إلى النكسة التي
نعيشها الآن…لا يختلف أحد في أن
غلبة طرف على طرف آخر في صراع عسكري تعتمد على غلبة إرادة المتفوق إلى
الإرادة التي تصبح الأدنى، أو أنها تنهزم، وعندما تحصل الغلبة على هذا
الأساس وتستقر كصورة نهائية تنتهي الحرب لصالح أحد أطرافها.. تبقي الأمور
عند هذا الحد لنعاود إلى الذاكرة العراقية وما كنا قد قلناه قبل أن يبدأ
الصراع وباختصار لقد وصفنا بل وصف قائد الحزب والشعب الرفيق صدام حسين، كل
الذي قام به العدو فعلاً علينا من تدمير وعزل للمدن وبتجنب دخولها عندما
يواجه مقاومة بصورة مفصلة، وقلنا بغض النظر عن إمكانية العدو وهي إمكانات
كبيرة، فإنه عندما يدخل المدن فإننا سنتساوى معه في كثير من الإمكانات وسوف
نتفوق عليه في العدد وخبرة أهل الحي والمدينة والمكان والحق الذي يزكي روح
الجهاد ومقاومة المحتل الغاشم، وقلنا بأن المقاومة للاحتلال تنتهي عندما
لا يجد العدو حامل بندقية يُعلن رفض الاستسلام وعندما تستسلم الإرادة
العراقية المسؤولة للأجنبي بما يريده ويقرره لا سمح الله.. وعندما لا يحصل
هذا، وأنه لن يحصل بإذن الله معنى ذلك أن الإرادة العراقية لم تستسلم، وأن
إرادة الأجنبي لم تعلو على إرادة العراق وتجعلها خاضعة له بصورة قطعية
ونهائية، هذا الذي قلناه قبل بدأ المنازلة وعلى هذا كان تعهد من تعهد أن
يقاوم الأجنبي حتى النهاية، وعلى هذا اكتسب من كسب شرف الموقف أمام الله
وأمام التاريخ، إذن فليس في إمكانيات العدو ما هو مفاجئ وقد كانت معروفة،
وهي ليس غير ما كانت تستخدم ضد شعب فلسطين البطل ونطلع عليها عبر شاشات
التلفاز ومن باب التذكير بإمكانات العدو ومعنى ودور وواجب صمود من يصمد
بإيمان وحمية جهادية عظيمة، ومن أجل أن نرى إمكانات العدو، حتى وهي متفوقة
مثلما هي وليس على الصورة التي صورها من اهتز إيمانه فاهتز موقفه فلم يجد
في صدره ما يثبت عليه، نحيلكم إلى القتال المجيد لـ اللواء (45) مشاة من
الفرقة الحادية عشر.. أن هذا اللواء البطل حرك متأخراً ليس أكثر من 36 ساعة
قبل بدء هجوم العدو، حركناه إلى أم قصر ليس ليمنع العدو من أن يتخطاه ولا
حتى أن يزيحه، وإنما لكي لا يقول العدو بأنه دخل المدينة الباسلة، كبيرة
المعنى صغيرة المساحة وعدد السكان، أم قصر من غير قتال، وتعرفون بأن ستة
وثلاثين ساعة لا تكفي لواء ليرتب مواضع نظامية بمواصفات مواضع قادرة على أن
تصمد الصمود الأسطوري الذي صمد اللواء فيها وقاتل بإذن الله ولكن اللواء
البطل بإذن الله صمد وبقدرته سبحانه وإيمان الرجال الذين كانوا فيه، قاتل
وصمد لجيشين، الأمريكي والبريطاني، وصمد لكل أنواع القصف الجوي والمدفعي
الذي طبق عليه، لمدة أكثر من أسبوعين، بل لم يصدر له أمراً بالانسحاب وتخلل
بقايا الناس في تلك المدينة الباسلة وتعايش ما استطاع حتى تمكن العدو من
دخول مدينة أم قصر لاحقاً، إذ قاتل هذا اللواء وقاتل رجال من الفرقة
الحادية عشر على حافة مدينة الناصرية، وآخرون من رجال القوات المسلحة في كل
صنوفهم ومن الشعب والحزب، قاتلوا بمستوى أعلى من الصورة المتوقعة، ولكن
آخرين كانوا بمستوى هزيل بعد أن أرعبوا أنفسهم عن قصد أو غير قصد فلم
يقاتلوا، سامحهم الله، فكانوا خارج الصورة تماماً بل نقيض مؤسف لقياس الحد
الأدنى من صفات الرجال، عدا صفات الجهاد والإيمان والحمية الوطنية، فلم
يستذكروا مبادئ الحد الأدنى، فصاروا في الأيام الأخيرة مثلهم كمثل قصة كانت
في القراءة الخلدونية المقررة للابتدائية قرأناها في حينه ولم يبطل معناها
لنستله منها في هذه المحنة ونقيس عليهوعلى
هذا فإن عناوين المسؤولية والمسميات القيادية في الحزب عناوين تتميز في
الموقف وروح الإيمان والمبادرة المسؤولة وروح الاستمرارية الجهادية في هذا
الميدان دفاعاً عن مبادئ الإيمان وقيادة وتعبئة الحزب والشعب، ونأمل أن تحث
عناوين المسؤولية القيادية من أمين سر فرع نازلاً وحتى عضو قيادة فرقة
داخل، أصحابها وتذكرهم بواجباتهم مبتدئين بإعادة تنظيم الحزب على أسس
جهادية ونضالية رصينة، وتعبئة شعب العراق العظيم على واجباته ومن لا يجد في
نفسه قدرة أن يقوم بواجبه لأي سبب كان نأمل أن يترك المجال لغيره، وتقوم
العناوين القيادية الأعلى وكل حسب تسلسل عمله بتشجيع العناوين الأدنى منها
على تبوأ مراكز المسؤولية بعد أن يشهدوا الله على ذلك والمؤمنين أهل الصلة
المباشرة بالشخصية المسؤولة وحتى توفير فرص الانتخاب على وفق أسس وشروط
النظام الداخلي للعمل السري وعلى الجميع أن يعرفوا بأن قاعدة الاختيار لكل
مسؤول ينبغي بل ويجب أن تنطلق من قاعدة إيمانه الراسخة بمبادئ البعث
والنصر، وأن يتحلى بالإيمان والحكمة وشجاعة المجاهد.. اختاروا الأفضل
فالأفضل وليس أفضل من فرصة أن الأفضل هو الأفضل بالموقف والجهاد والعمل إن
كان في إعادة بناء تنظيم الحزب مستقلاً أو بناء تنظيمات المقاومة مستقلة.إن
حزبكم العظيم أيها الرفاق يستحق الأفضل وأن شعبكم المجيد يستحق الأفضل،
فحيثما وجدتم الصفات التي أشرنا إليها تنطبق على أعمدة القوم والشخصيات
المؤثرة في محيطها أو أبنائهم في مجتمعها فاجعلوا اختيارهم مرجحاً – عندما
يتساوون مع غيرهم في الشروط الأخرى -، استبدلوا قيادات الفروع في المحافظة
الواحدة إلى قيادة محافظة كربلاء لحزب البعث العربي الاشتراكي أو قيادة
محافظة المثنى أو قيادة محافظة نينوى.. أو صلاح الدين لحزب البعث العربي
الاشتراكي مثلاً بدلاً من قيادات الفروع فيها، ويتبع قيادة المحافظة قيادات
الأقضية والنواحي فيها لنتخلص من ورم القيادات الحزبية الكثيرة التي لم
تعد تناسب ظرف العمل الجديد فيكون بعد قيادة المحافظة قيادات الأقضية في
المحافظة ويتبع قيادة كل قضاء عدد من قيادات النواحي في القضاء وحسب
تقسيماته الإدارية.ولا يشترط أن يعرف أعضاء قيادة
المحافظة كلهم كل تفاصيل عمل قيادات الأقضية والنواحي في المحافظة، وكل
محافظة حسب ظروفها، ويفضل أن لا يزيد عدد أعضاء قيادة المحافظة وقيادة كل
قضاء وكل ناحية، أن لا يزيد عدد الأعضاء القياديين فيها عدد أصابع اليد
الواحدة إلا اضطراراً وقد يكون في بغداد قيادتين.. كرخ ورصافة أو ثلاثة إذا
جعلنا مدينة صدام مستقلة، الكرخ والرصافة، أو الكرخ والرصافة ومدينة صدام،
وقيادة القضاء، وقيادة الناحية ويقسم مركز المحافظة إلى أقضية ونواحي
أيضاً وحتى إشعار آخر عندما ينتظم ويستقر التنظيم بإذن اللهأيها
الرفاق خلاصة القول أن أولئك الذين خوفوا أنفسهم أو أن نفوسهم وصدورهم
وصلت تلك اللحظة أو الساعات أو الأيام إلى حد من الخواء بحيث لم يعد فيها
وأمام ناظري المعنى ما يستأهل أن يضحي المرء من أجلها ولأن الإنسان يعيش
ليرتقي على مثل عليا أوجدها ورعاها الله في نفسه، وقد جعل الله بعضها أرقى
وأهم من المحافظة على النفس وأمر الجهاد في سبيلها ليرعاها الإنسان ويحافظ
عليها ويحميها في ظروف الخطر، فإن خلو نفس الإنسان منها يجعله غير قادر على
أن يضحي بما فيه ذلك بالنفس لينتصر على عدو وهكذا أضاعوا النصر وبعضهم قد
أضاع الحياة حتى عندما كان يتصور أن الموقف الضعيف قد يحافظ عليها وبعضهم
عندما قدم حياته للخطر تضحية منه وإيماناً ودفاعاً عن المعاني العالية حافظ
على الحياة والمعاني العالية معاً والأمثلة على الحالين كثيرة وعديدة معاً
أيضاً.إنكم تعرفون أيها الرفاق
بأن السلطة بالنسبة لنا فرصة مبدئية ووسيلة لتطبيق المبادئ خدمة للأمة
والشعب، ولم ولن تكن في أي يوم غاية بحد ذاتها ومع ذلك لا بد أن نشير إليها
في هذه المناسبة وعلى هذا نقول.. لقد استرجعتم السلطة أيها الرفاق بعد
نكسة تشرين عام 1963 وذلك في ثورة 17-30 تموز عام 1968 (………….) ولم
تتح أمامه فرصة أن يظهر (……….) مثلما ظهر الآن، وكان وعي شعب العراق
ومستوى ما يؤمن به على غير ما هو الآن، وكان عدد أعضاء حزبكم أقل من ألفين
(2000) فهل من أحد يشك بأن المستقبل بإذن الله لنا وما هي إلا ابتلاء أراد
منه الله أن يفرز الغث من السمين والصادق الأمين المجاهد الرصين، من
الملتوي الضعيف المتخلي الخائب الخائر، وما هي عند الله إلا كلمح البصر بعد
الاتكال عليه سبحانه حتى يكون العراق وأهله على غير هذا الحال وأن ما عند
الله هو دائماً أفضل وأرقى… والله أكبر وليخسأ المهزومون.قيادة قطر العراق(توقيع الرئيس الشهيد)في 25/4/2003 مالموافق 24/صفر 1424