ملف منجزات ثورة 17 – 30 تموز…الثورة والخدمات البلدية .. الماء والكهرباء نموذجا
لجنة اعداد ملف منجزات الثورةتمثل الخدمات التي
تقدمها الدولة لشعبها معيارا حيويا هاما من معايير وجودها كدولة ولنجاحها
كمؤسسات خدمة للشعب. وقد شهدت مسيرة ثورة 17 – 30 تموز 1968 م تطورا هائلا
في كم ونوع ومستوى الخدمات البلدية في جميع محافظات العراق وتشكيلاتها
الإدارية من أقضية ونواحي بل وامتد بعضها ليشمل قرى وأرياف بعيدة . وان ما
تحقق هو في ضوء منهج الثورة وقيادتها في بناء الانسان وخدمته الذي هو هدف
الثورة وغايتها ، ومن خلال بناءه تتحقق كل المنجزات ، وهذا الذي حصل ، بحيث
إن ذلك الانسان العراقي الذي كان يعيش البؤس والحرمات أصبح العالم النووي ،
والأستاذ الجامعي ، والفنان المبدع ، المقاتل الجسور الذي دافع عن العراق
العظيم والأمة العربية في كل المعارك ضد أعداء العروبة والإسلام .لقد
انتشرت محطات إسالة الماء التي تعنى بتنقية المياه وضخها إلى البيوت وكل
المباني العامة والخاصة بشكل منتظم ومستقر وبنوعية وجودة نقاء عالية في كل
أرجاء العراق بحيث صار ماء الإسالة هو المصدر الوحيد للشرب ولكل
الاستخدامات البشرية الأخرى.ينظر ويقيم توزيع الماء الصالح للشرب
بمعايير ومقاييس لا تقتصر على إشباع حاجات الناس المباشرة اليومية بل يتعدى
ذلك إلى كونه تحصين للناس ضد الأمراض والأوبئة أي انه ينعكس مباشرة على
صحة المجتمع . كما انه يتدخل مباشرة في العديد من مشاريع الإنتاج والخدمات
المختلفة .وطورت الدولة هذه الخدمة حيث وفرت الأجهزة والمعدات التي
تحتاجها محطات تنقية المياه وتقنيات التنقية المختلفة وطورت الكوادر
البشرية المتخصصة في تأمين خدمات الماء الصالح للشرب من مهندسين وفنيين
وعمال ماهرين.وقد خرجت هذه الخدمة من نطاق المدن لتصل لأول مرة في تاريخ
العراق إلى قرى وأرياف في مختلف إرجاء العراق . ووضعت خطط مستقبلية لتغطية
كل قرية في العراق وأخرى لمعالجة مشاكل الملوحة في محافظات الجنوب وخاصة
البصرة .أما خدمات الكهرباء فقد شهدت بناء العديد من محطات توليد
الطاقة الكهربائية بأنواع مختلفة طبقا لمصدر التوليد توزعت على مناطق
مختلفة في جنوب ووسط وشمال الوطن. وشملت خطة عمل مؤسسات إنتاج وتوزيع
الطاقة الكهربائية الارتقاء بكمية الإنتاج لتغطية الحاجة المتزايدة تبعا
لتزايد الأجهزة الحديثة المختلفة وتزايد اقتناءها مع تصاعد مستوى المعيشة
وتزايد قدرات بناء البيوت وكذلك الازدياد الهائل في الشركات الإنتاجية
والمصانع المختلفة. كما وضعت خطط تصاعدية لتجهيز القرى في ريف المدن
العراقية التي وصلتها هذه الخدمة أيضا لأول مرة في تاريخ العراق.امتازت
هذه الخدمة بالاستقرار والكفاية حيث وصلت الكفاية إلى حد عدم انقطاع
التيار الكهربائي نهائيا خلال ساعات اليوم الواحد . كما تمكنت الجهات
العاملة على هذا القطاع على ربط العراق بمنظومة إقليمية شملت عددا من دول
الجوار .ورغم تعرض محطات التوليد إلى هجمات وتدمير غادر إبان الحرب
العراقية الإيرانية وأم المعارك وأبان فترة الحصار المجرم إلا إن القدرات
الوطنية الهندسية والفنية كانت تعيد هذه المحطات إلى الخدمة في زمن قياسي .إن
الحديث عن خدمات الماء والكهرباء التي ارتقت في زمن ثورة البعث وقيادته
الوطنية كمعيار لتقدم الوطن وازدهار الحياة فيه يأخذ أهميته بعد تدهورها
تدهورا مريعا بعد غزو العراق واحتلاله وعجز الاحتلال وحكوماته المتعاقبة
التي نصبها المحتل عن معالجة النقص المريع فيها حيث تصل ساعات قطع التيار
الكهربائي في مختلف مدن العراق إلى أكثر من عشرين ساعة في اليوم الواحد ،
وتحول الناس لأول مرة إلى شرب المياه المعلبة بسبب تدهور نوعية مياه
الإسالة وشحتها أو انعدامها. كما برزت لأول مرة في العراق ظاهرة تحويل
خدمتي الماء والكهرباء إلى مواقع للفساد المالي والإداري حيث أنفقت مليارات
الدولارات في مشاريع وهمية وسرقت أموال طائلة تحت ذرائع وحجج توفير الماء
والكهرباء. بمعنى إن قطاعي الخدمة قد تحولا من معيار تطور وتقدم وازدهار
حياة العراقيين في زمن الدولة الوطنية إلى وسيلة للنهب والسلب والسرقة
والفساد المستشري للوزراء ومن هم دون الوزراء المسؤولين عن الخدمات البلدية
. والنتائج السلبية لذلك هو حرمان وأمراض يعاني منها المواطن .
ملف منجزات ثورة 17 – 30 تموز…
ثورة البعث وثورة الصناعة والتصنيع
شبكة البصرة لجنة اعداد ملف منجزات الثورة معيار تطور
وازدهار البلدان والأمم والشعوب هو مقدار تقدمها وتطورها في الإنتاج
الصناعي الذي يشبع حاجاتها ويشغل أبناءها ويفتح الأبواب لازدهار المعيشة
والخدمات فيها. الصناعة تعني
تعدد موارد الدخل وتنوعها وهو أمر حيوي لثبات الرخاء وضمان الصعود
المتواتر لروافد حياة الشعب المختلفة. وتأسيسا على هذا الفهم العام وضعت
قيادة الحزب والثورة قضية الصناعة والتصنيع كأحد أهم منافذ التنمية والتطور
والتقدم في العراق وكانت سياسة التربية والتعليم والإبتعاث والبحث العلمي
أحد قنوات التأسيس للبنى التحتية للصناعة العراقية والثورة التي صممت
لتنفيذها. من الصعب
احتواء ما حققته ثورة العراق الصناعية التي أنجزت في ظلال ثورة البعث ,
ثورة 17 -30 تموز المجيدة. لأن الإحاطة بذلك تحتاج إلى مؤلف كبير من مئات
الصفحات ولذلك ولإغراض هذا المقال سوف نحاول رسم الإطار العام للصورة
المشرقة التي يفتخر بها العراقيون والعرب ولن يشوهها تزييف أو تبشيع مهما
كانت قوة سطوته الاستعمارية أو الخيانية والعميلة. السمة البارزة الأولى للصناعة
ونهضتها الثورية هي انتشارها في كل أرجاء العراق دون استثناء مع مراعاة
الموارد البشرية ومواقع المواد الخام والمنتجات المستخدمة كمواد أولية وعقد
المواصلات الحاكمة. السمة الثانية هي التنوع في المنتجات طبقا لحاجة البلد والسوق العربية ويشمل التنوع تدرجا في تعقيدات المكننة والتكنولوجيا المستخدمة. السمة الثالثة المهمة أيضا هي التنوع بين الصناعة المدنية والتصنيع العسكري طبقا للضرورات ولاستراتيجيات الأمن الوطني والقومي. السمة الرابعة هي الاتجاه نحو بناء التوجه الوطني للصناعات التكميلية , والتي تستخدم موارد ومنتجات وطنية زراعية أو معدنية كمواد أولية. يمكن إلقاء
نظرة شاملة على الصناعات والمشاريع الصناعية التي استحدثت في العراق في ظل
قيادة البعث للدولة عبر النوافذ ألعامه الآتية : الصناعات الغذائية : واهم
مشاريعها الإستراتيجية هي صناعة السكر من القصب في محافظة ميسان حيث أقيمت
مزارع عملاقة للقصب إلى جانب مصنع الاستخلاص والتكريس وملحق له يهتم
باستثمار المولاس. ومصنع كبير لقصب البنجر في الموصل. وانشات عدة مصانع
للتعليب وتطويرات واسعة على معمل تعليب كربلاء ومصانع تعليب ديالى. ويدخل
ضمن هذه الصناعة طبعا تفاصيل أخرى كبيرة وكثيرة اشتملت على أنشطة أسستها
الدولة وأخرى ساهمت بها الدولة مع القطاع الخاص وأخرى شجعت القطاع الخاص
على الولوج فيها منها مشاريع تعليب ومطاحن ومشاريع خزن الحبوب وغيرها. الصناعات النسيجية: أنشئت الدولة
مصانع نسيج عملاقة وطورت أخرى تطويرات تكاد تكون بمثابة إعادة بناء وتركزت
أهم هذه المشاريع في محافظات بغداد ونينوى و واسط وبابل والسليمانية. الصناعات الإنشائية والبناء: وهي من
الصناعات العملاقة في العراق وأسست لها مصانع وشركات منها لإنتاج الاسمنت
في محافظات المثنى و النجف وكربلاء وبابل وبغداد وكركوك وعدد من محافظات
كردستان العراق والبصرة ومصانع لإنتاج الثرمستون في كربلاء والطابوق
الحراري في بابل والطابوق الجمهوري توزعت في مختلف أرجاء العراق ومصانع
للبناء الجاهز في كربلاء. الصناعة النفطية والبتروكيمياوية: وهي من
الصناعات العملاقة التي اهتمت بها الثورة وقيادتها بعد ثورة تأميم النفط
وطرد الشركات الاحتكارية. شهدت كركوك وبغداد والبصرة أهم مرتكزات الصناعة
النفطية استخراجا وتصديرا وبقدرات وكفاءات وطنية خالصة وكذلك الصناعات
البتروكيمياوية لتصنيع منتجات مختلفة نهائية أو كمواد أولية لصناعات أخرى
كصناعات المطاط والنايلون والحبيبات البلاستيكية. صناعة الإطارات: أقيم مصنعان عملاقان لها في محافظتي النجف والقادسية. الصناعات الكهربائية: تركزت في بغداد وديالى والانبار وامتازت بحداثتها وتنوعها. صناعة الزجاج : مركزها الأهم في الأنبار. الصناعات الميكانيكية: أقيمت
منشاتها العملاقة في محافظة بابل وبغداد.توزعت بين أنتاج أنواع من سيارات
النقل العام ومشاريع لإنتاج سيارات الصالون بالتعاون مع كندا وأوكرانيا
وألمانيا وغيرها ومصانع لإنتاج الماكنات الزراعية الخاصة بالحراثة والحصاد
ومختلف أدوات الإنتاج وجني المحاصيل الأخرى. التصنيع العسكري: انتشرت شركات
التصنيع العسكري في جميع محافظات العراق، والتي يتنوع إنتاجها لكل ما
تحتاجه القوات المسلحة والمجتمع، ومنها إنتاج قوالب صناعية لإنتاج المكائن
والمعدات الثقيلة في نينوى وصلاح الدين وبابل والبصرة وبغداد وكربلاء
وغيرها من مدن العراق المختلفة. يصعب حصر هذه الصناعة في مقال مقتضب كهذا
وتحتاج إلى دراسات مفصلة من المعنيين. نذكر هنا بعض المشاريع العملاقة التي
أتيحت لنا فرصة التعرف عليها بزيارات ميدانية أو عبر العمل كاستشاريين
وباحثين لها ومنها : الرشيد لصناعة الصواريخ بعيدة المدى وما هو أدنى منها القعقاع لإنتاج كل ما له علاقة بالمتفجرات. حطين لصناعة بعض أنواع الأسلحة والعتاد. الحكم لإنتاج مواد بايولوجية. القادسية لإنتاج مكائن ثقيلة ومعدات تكنولوجية. شركة لإنتاج منتجات السليكون وشحومه المختلفة شركة المنصور العام:- إنتاج الخلايا الشمسية السيلكونيه,إنتاج النيتروجين السائل,إنتاج ماء الفرات ناتجا عرضيا وغيرها شركة العز العامة:-إنتاج الدوائر المتكاملة والترنسستورات والدايودات ودوائر المعالجة الالكترونية وغيرها شركة الرازي
العامة:- شركة بحثية إضافة إلى توصلها إلى خطوات متقدمة في إنتاج ليزر ثاني
اوكسيد الكربون ذو الطاقة العالية وغيرها من الليزرات كليزر النيتروجين
والنيدميوم – ياك وغيرها شركة الحارث ألعامه:- إنتاج قوالب الألمنيوم بمختلف أنواعها وتجهيز دوائر الدولة والمواطنين بها و بأسعار تعاونيه مدعومة وغيرها شركة الميلاد
العامة:- :- شركة بحثية إضافة إلى توصلها إلى إنتاج الكواشف بأنواعها
المفردة والرباعية والمصفوفة وكواشف شوتكي , كذلك إنتاج البرامجيات
المتقدمة والتي لها علاقة بالحرب الالكترونية وغيرها وهناك
العشرات من الشركات والمصانع الأخرى فضلا عن شركة الأثير الخاصة بالصناعة
والبحوث النووية التي هي امتداد متطور لمنشات التويثه. الصناعات الدوائية : وتشمل مصانع سامراء العملاقة ومصانع الموصل ومصانع بغداد وامتازت بإنتاج أدوية ومضادات حيوية ضاهت المنتجات الأجنبية وتفوق بعضها. الحديد والصلب : مركزها الأكبر والاهم في محافظة البصرة
ملف منجزات ثورة 17 -30 تموز…
ازدهار التربية والتعليم… رياض الأطفال نموذجاً
شبكة البصرة لجنة اعداد ملف منجزات الثورة الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس أكاديمي عراقي والاستاذ الدكتور أياد عبد الله أكاديمي عراقي توطئة تطرح عملية
التشويه المنظمة التي تعرضت لها التجربة الوطنية العراقية 1968 – 2003 جملة
اشكالات سياسية واخلاقية ليس فقط في كونها عملية تبشيع مقننة لتزوير
التاريخ لأن ضرورات التبشيع قد اقتضت انقضاضا شرسا من الاحتلال وادواته
المحلية والاقليمية لاغراق انجازات الشعب العراقي ودولته الوطنية في بحر من
ظلمات لا قرار له. لقد قامت
القوات الغازية ومجاميع اقليمية مرافقة لها بتدمير المصانع العراقية
العملاقة وازالتها من على وجه الارض ونقلت واحرقت معظم دوائر الدولة ودمرت
المستشفيات والادوات والاجهزة الصحية الحديثة ودمرت محطات الماء والكهرباء
تدميرا كاملا. ويمكن حصر الاضرار التي لحقت بقطاع التربية والتعليم نتيجة الحصار والغزو بأهم مظاهرها بما يأتي: أولاً : تدمير عدد كبير من بنايات المدارس الابتدائية والثانوية والثانويات المهنية. ثانياً: احراق تجهيزات هذه المدارس من قرطاسية وكراسي وسبورات وكتب. ثالثاً:
استخدام العديد من أبنية المدارس والمعاهد والكليات والجامعات كمقرات
المعتدين للقيادات العسكرية الغازية وخاصة خلال عام الغزو 2003. رابعاً: نهب الاجهزة العملية واجهزة الحاسوب ومخازن الكليات والمعاهد المختلفة. خامساً: شمول
عشرات الآلاف من المعلمين والمدرسين واساتذة الجامعات بقانون اجتاث البعث
وتطبيقه اعتباراً من شهر مارس 2003 الامر الذي حرم قطاع التربية والتعليم
من كوادره الاساسية من الكادر التدريسي والاداري. سادساً:
سيطرة الاحزاب الطائفية والعرقية ومليشياتها على مقدرات المدارس والمعاهد
والجامعات لاغراض سياسية صرفة وخلق فوضى عارمة اغرقت العملية التربوية
والتعليمية. سابعاً: تدهور مستوى التعليم عموماً. المبحث الاول : جوانب من النظرية والتطبيق لم يكن
اهتمام حزب البعث العربي الاشتراكي ونظامه الوطني بالعملية التربوية
والتعليمية مرتبطا بقيادته للنظام كمهمة سياسية مرتبطة بزمن معين بل ان هذا
الاهتمام مقر ومنصوص عليه في دستور الحزب حيث ان العملية التربوية هي
الطريق الاساس لبناء جيل عربي جديد قادر من خلال العلم والمعرفة على عبور
حواجز التخلف والنكوص وعلى ذلك نص دستور الحزب عام 1947 على ضرورة خلق جيل
جديد مؤمن بوحدة امتة وخلود رسالتها اخذ بالتفكير العلمي طليق من قيود
الخرافات والتقاليد الرجعية مشبع بروح التفاؤل والنضال مع مواطنية في سبيل
تحقيق الانقلاب العربي الشامل وتقدم الانسانية. وقد كان
المحور التربوي حاضراً في العديد من مؤتمرات الحزب القومية والقطرية ففي
المؤتمر القومي السادس مثلا قرر الحزب (ان نهضة الامة وتحقيق اهدافها لا
تكون إلا بتربية المواطن تربية اشتراكية وعلمية تعتقة من كافة الاطر
والتقاليد الاجتماعية الموروثة والمتأخرة لكي يمكن خلق انسان عربي بعقل
علمي متفتح, ويتمتع بأخلاق اشتراكية جديدة ,ويؤمن بقيم اجتماعية). وقد خاض
الرئيس الشهيد صدام حسين نضالا واسعا وعميقا في اطار نظرية العمل البعثية
في مرحلة الحكم القومي البعثي العروبي المسلم للعراق مستنداً على مبادى
عامة واساسية اطلقها في مقولته الشهيرة (ان النظريات الفرعية كنظرية
التربية اما تنطلق في قاعدة فلسفسة خاصة ونظرية اعم مقبلة بالواقع
الاجتماعي والاقتصادي). ان من بين
اهم المرتكزات الفكرية والفلسفية للنهضة التربوية يمكن ان نلخصها على ضوء
منطلقات الفكر القومي البعثي بالارتكاز على المبدأ القومي- الوطني ومبدأ
الشمولية حيث ترى الفلسفة البعثية بشمولية النظرة الى الانسان كوجود وكصلة
بالخالق سبحانه وتعالى وان التربية الصحيحه تتأسس على نحو متوازي ومتكامل
قادرة على ربط الصلة بين متطلبات الروح من جهة والجسد من جهه اخرى وبين
العمل الدنيوي والعمل المتجه لضمان الاخرة اما مبدا التكامل فأنة قد وضع
كمبدأ فلسفي للتربية ويراد منه تجذير الصلة بين تنمية القدرات الاجمالية
السمعية والوجدانية والجسدية والفكرية وفقا لقناعات راسخة في ان اهمال او
تبني جانب واحد من هذه الجوانب سيودي الى عملية تربوية مشوهه وقاصرة.ان من
بين مضامين مبدأ التكامل هو ان تهيئ الفرص المتساوية امام ابناء الشعب
ليستخدم الجميع امكانياته وطاقاته بما يؤمن البناء المتكامل للشخصية. ويأتي
مبدأ التوازن، ويقصد به التوازن والتفاعل بين القيم وانماط هذا التوازن
ومن بين مفردات هذا المبدأ التي اكد عليها الشهيد صدام حسين رحمه الله
التوازن بين الحقوق والواجبات وبين قيم العمل الجماعي والاداء والمبادرات
الفردية, وبين الجانب الروحي والجانب المادي, والملكية الفردية والملكية
العامة, وما بين الوطني والقومي والانساني، وما بين القانون
والديمقراطية،والمجاهير والقيادة والتوازن ايضاً ما بين الخصوصية الوطنية
والخصوصيات الانسانية. وطرح صدام حسين رحمه الله ايضاً المبدأ الانساني
الذي يؤكد على ضرورة اشتقاق نظرية تربوية تنطلق من خصائصنا وبيئتنا الوطنية
والقومية اهم ما تستند الية اعتبار الانسان قيمه عليا وهدف سامٍ. ويمكن تحديد الهدف الشامل للنظام التربوي على وفق المبادئ اعلاه ب : بناء أجيال
مؤمنة بالله وبالرسالات السماوية وخاتمتها الاسلام الحنيف، مخلصة للوطن
تؤمن وتعمل على ترسيخ وحدته وحماية وتعزيز سيادته، محبة لشعبها ومجاهده في
سبيل اسعاده وتماسكة ومخلصة للأمه العربية وتاريخها الحضاري ودورها
الانساني متمثلة في ذاتية ثقافتها القومية واهدافها في الوحدة والحرية
والعدالة الاجتماعية مدركة للتحديات المعاصرة المتمثلة بالتجزئة والصهيونية
والامبريالية والتخلف، قادرة على مواجهتها معتمدة التعليم الذاتي واخذة
بالتطورات العلمية ومعتبرة للإنسان كقيمة عليا. ان الاهداف التربويه العامه المنبثقه من الهدف الشامل فيمكن حصرها ب: الهدف
الإنساني، الهدف الوطني، الهدف القومي، الهدف الاخلاقي، الهدف التربوي،
وهدف العداله الاجتماعيه والاشتراكيه،الهدف العلمي، والهدف الثقافي، هدف
العمل،هدف القوة والاقتدار، وهدف الجهاد والبناء، هدف الاصاله والتجديد،هدف
التربيه المستمرة، هدف التربيه للحياة، هدف الإنسانيه. وتضمن
التقرير الصادر عن المؤتمر القطري الثامن للحزب المنعقد عام (1974) التاكيد
على ضرورة تعديل المناهج الدراسي بما يتلائم و الاهداف والغايات والفلسفه
التربويه الوطنيه –القوميه… (ان المرحله المقبله يجب ان تشهد اعداد مناهج
دراسيه جديدة بدءًا من رياض الاطفال ووصولاً الى التعليم العالي الجامعي،
مناهج موضوعة في ضؤ مبادئ الحزب والثورة القوميه والاشتراكيه والديمقراطيه
ويستدعى ذلك التصفية الجذرية والشامله للافكار والاتجاهات الرجعيه
البرجوازيه و الليبراليه الموجودة في منهج التعليم واجهزته). وفي تأكيد
آخر على أهمية المناهج يقول الرئيس الشهيد صدام حسين مهندس نظرية العمل
البعثية (علينا ان نؤكد في مناهجنا التربوية وفي كل فرع منها بحسب اختصاصه
نقطة اساسية اخرى هي ان الانسان الذي يعد هو الهدف في تطوير المجتمع الذي
نسعى الى تطويره يجب ان يكون قوة فاعلة مؤثرة في مجتمعه و في وطنه). ويؤكد على
اختصاصات البناء الانساني بقوله : (ليس المهم ان نعد ونصوغ المناهج في
اطارها العام وانما يجب ان نحدد الوسائل الصحيحة الفعالة المتطورة والواعيه
لتطبيق تلك المناهج،وهذا هو احد جوانب فن العمل الثوري لتغيير المجتمعات
على نمط خاص ومتقدم). الاهتمام
بالمناهج توزع بين تحديد الفلسفه التربوية والاهداف المتوخاة من المناهج
الجديدة والتي تعتمد على فلسفه المجتمع واتجاهاته التنمويه والاخلاقيه
والسياسيه على ان يتم بناء المناهج وفق منهج علمي يبتدأ من موجهات الفلسفه
التربويه ويترجم هذة الموجهات والمحددات الى اهداف تربويه عامه تنبثق منها
اهداف تربويه خاصه لكل مرحله من مراحل التعليم ومن ثم الى اهداف لمواد
دراسيه كمقررات ومحتوى كتب دراسيه وانشطه وفعاليات). ينص الدستور
العراقي المؤقت الصادر عام 1970 على ان الدولة العراقية تكفل حق وحرية
التربية والتعليم وبجميع المستويات الدراسية الابتدائية والثانوية
والجامعية ولجميع العراقيين دون النظر الى انتمائهم العرقي او الديني او
المذهبي. وينص كذلك على ان التعليم الابتدائي إلزامي لمن هم في سن السادسة
من العمر وحيث ان حزب البعث العربي الاشتراكي يعتبر الأمية أحد عوامل
التخلف واعاقة التنمية الوطنية والقومية لذلك وضع الحزب هدف محو الامية
كواحد من اوليات الفعل الثوري وواجبات دولة البعث وتنفيذاً لهذه الاهداف
والمنطلقات الفكرية والنظرية اصدرت قيادة دولة البعث القوانين التربوية
التي توفر ارضيات التنمية البشرية في هذا القطاع الحاسم في تغيير الانسان
وبناءه بناءاً وطنياً وقومياً فضلاً عن تحقيق النهضة العلمية وهي : أ- قانون الزامية التعليم لمن يبلغ السادسة من العمر من العراقيين. ب- قانون مجانية التعليم ابتداءاً من رياض الاطفال وصولاً الى الدراسات العليا. ت- قانون محو الامية للعراقيين من عمر15-45 سنه. وتم تنفيذ
هذه القوانين في كل انحاء العراق ومن خلال رسم خطط للتنفيذ كلفت بها عدة
وزارات في طليعتها وزارة التربية والتعليم ومن بين اهم تدابير التنفيذ التي
تم اعتمادها : * صياغة اهداف تربوية عامة تستند الى تعاليم ديننا الحنيف ومبادىء حزب البعث. * من بين ابرز هذه الاهداف بناء جيل مؤمن ومحب للوطن والامة العربية. * تطوير
المناهج الدراسية وكلفت به لجنه متخصصة ضمت كبار التربويين والأكاديميين في
الجامعات العراقية برئاسة الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله لاعطاءها
الاهمية الاستثنائية القصوى والصلاحيات الكامله الضرورية لانجاز مهامها.وقد
رسمت الهيئة الاطر الستراتيجية العامة لتطوير الكادر التعليمي كما ونوعا. * وضع خطط ميدانية لتطوير الكادر التربوي والتعليمي كما ونوعا. * توفير
مستلزمات النمو النوعي المستهدف مثل الكتب المنهجية والقرطاسية والمختبرات
والأجهزة العلمية والمواد الكيمياوية ووسائل الايضاح المختلفة لمقررات
العلوم. * رافق كل
ذلك رفع المستوى المعاشي والاجتماعي لكادر العملية التعليمية حيث تشير
تقارير اليونسكو الى ان راتب المعلم قد وصل الى مابين 500 الى 1000 دولار
شهريا. المبحث الثاني : التطور الكمي والنوعي لرياض الاطفال في العراق (1968-2003) تضم رياض
الاطفال , الاطفال في عمر (4-5) سنوات وقد شهد قطاع رياض الاطفال تطورا
كميا ونوعيا عبر سنوات حكم البعث بقيادة الشهيد الراحل صدام حسين يعبر عن
حيوية رائدة في نقل المجتمع الى مسارات التقدم والتحضر حيث ان هذا القطاع
يرتبط عمليا بانماط معيشية وسلوكية واقتصادية هامة. ونظرة متفحصة لجدول عدد
الاطفال والمعلمين والمدارس عبر هذه الحقبة يوضح مدى التطور والاهتمام
الذي حصل في هذا المجال.